توشك بطولة كأس العالم 2018 أن تحل ضيفةً على روسيا، وتستعد القوة العالمية العظمى لاستقبال المنافسات وعشاق كرة القدم بأسلوب فائق التميز. وستجرى المباريات على امتداد أراضي روسيا الشاسعة، وتستعد المدن الإحدى عشرة المضيفة لتسحر عقول اللاعبين والمتفرجين وتلهب حماستهم وتبهرهم بمفاتنها الفريدة. وسواء حلقت إلى روسيا لتشجيع فريق بلدك أو فريقك المفضل، أو أردت استغلال فرصة حضور كأس العالم للاستمتاع بجمال روسيا، نوجز إليك أهم الترتيبات والتحضيرات التي تنتظرك في بلاد الثلوج.
تكثف العاصمة الروسية المهيبة خدماتها السياحية باللغات الأجنبية لتسهيل الوصول والتنقل في أرجائها الواسعة، حيث سيتمكن الزوار من التمتع بغنى المدينة التاريخي، وستكون الشرطة السياحية المتحدثة بالإنكليزية (إلى جانب عدد قليل من الضباط المتحدثين بالفرنسية والألمانية والصينية والإسبانية) جاهزة لمساعدة من يضل طريقه أو من يتوه في سحر تلك المدينة الملحمية. وسيحظى أيضاً كل من يهتم بالماضي السوفييتي الرائع لهذا البلد بجولات ثقافية حول الكرملين والشوارع المجاورة له.
تتوقع نانا جفيتشيا، نائب رئيس لجنة تطوير السياحة في سانت بطرسبورغ، أن يكون الكثير من المشجعين الذين سيقصدون مدينتها زواراً للمرة الأولى. لذا فهي ترجح بأن يهتموا بالأنشطة الثقافية أكثر من التجارب المثيرة المتعلقة بالمنافسة. وبناءً على ذلك ستجذب ثاني أكبر مدينة روسية زوارها عبر إقامة رحلات إضافية وجولات لمشاهدة المعالم السياحية، إلى جانب النزهات الليلية. وسيكون الكثير من هذه الأنشطة متوفراً بخمس وعشرين لغة. وتخطط المدينة أيضاً إلى إقامة جولات خاصة بالطعام تتيح للمشاركين تذوق أشهى مأكولات المطبخ الروسي والوسط آسيوي في مطاعم سانت بطرسبورغ المفضلة.
يكاترينبورغ
تتوقع يكاترينبورغ أن يقصدها عدد أكبر من الجمهور المحلي خلال كأس العالم 2018، وألّا يمكث فيها عشاق كرة القدم لفترة طويلة. ومن المقدر بأن يكون عدد الزوار الأجانب هناك نحو 30% فقط ، لذلك ستمنح هذه البقعة الثقافية المفعمة بالحياة الزوار تجربة روسية أصيلة. وباعتبارها أولى مدن جبال الأورال، تعد هذه البلدة الصناعية – سابقاً – أفضل مكان لتجربة المطبخ المحلي بما فيه طبق البلميني الشهير والعديد من أطباق الحساء الشهية الشهيرة في روسيا. وستقدم مدينة يكاترينبورغ أيضاً جولات خاصة بالطعام، شأنها في ذلك شأن المدن الأخرى التي تتميز بأطباق فريدة. وتتميز هذه المدينة أيضاً بعمارتها وفنها وموقعها في الشرق، لذا ستكثف جولاتها الفريدة التي تظهر مكانة هذه المدينة المتميزة.
قازان
من المتوقع أن تستقبل عاصمة تتارستان أكبر عدد من الزوار الأجانب بعد موسكو وسانت بطرسبورغ، ولذلك فقد استعدت مسبقاً لتوفير أعلى مستوى من الخدمات السياحية. وتوفر المدينة الخدمات السياحية وإعلانات القطارات باللغة الروسية والتتارية والانكليزية، ومع ذلك تقوم إدارة السياحة في المدينة حالياً بتدريب المرشدين السياحيين على التحدّث بالصينية والعربية والألمانية والإسبانية استعداداً لتدفق السياح. وسيتم أيضاً تقديم برامج سياحية شاملة ترشد الزوار للتجوّل في مدينة عشاق الطعام لتجربة الأطباق التتارية التقليدية مثل التشاك تشاك. وكذلك سيتمكن الضيوف من زيارة المعالم التاريخية التي تجعل من هذه المدينة نواة الثقافة التتارية في روسيا.
سوتشي
نظراً لأن سوتشي تشتهر بمكانتها الرائدة كأهم المنتجعات الروسية على ضفاف البحر الأسود، فهي لم تكن بحاجة إلى التخطيط لأي تحضيرات سياحية إضافية. فنهائيات كأس العالم 2018 تجري في موسم الذروة حيث يستطيع الزوار والمتنزهون الاستمتاع بالطقس الدافئ وشبه المداري للمنطقة. وبالإضافة إلى مباريات المنافسة، سيكون التمتع بمياه المحيط الزرقاء المتلألئة على رأس قائمة الزوار لقضاء أوقات لا تنسى. أما سلسلة الجبال القوقاز على تخوم المدينة فتقدم الكثير من الخيارات للنزهات النهارية، والجولات الليلية، وإيجاد المتنفس خارج المدينة والاستمتاع بجمال جبال الألب ومروجها.
كالينينغراد
ستستغل مقاطعة كالينينغراد التي تقع في أقصى غرب روسيا جمال غاباتها الخصبة الخضراء لتسحر كل من يحالفه الحظ في زيارتها أثناء المنافسة. فتلك البقعة الروسية التي تقع على حدود بولندا وليتوانيا وبحر البلطيق تتميز بجمالها الطبيعي الأخاذ، وتمتلك تاريخاً فريداً لكونها أرضاً تنازعت عليها الممالك القديمة والدول الحديثة. ومع أنه من المتوقع أن يستمتع معظم السياح بجمال الطبيعة الوعرة المحيطة ببحر البلطيق، إلا أن مدينة كالينينغراد ستقدم أيضاً العديد من النشاطات الثقافية، حيث تخطط المتاحف لتمديد ساعات عملها إلى الساعة السادسة صباحاً، كي يتسنى للزوار الحصول على لمحة سريعة عن تاريخ المنطقة الذي يزخر بالأحداث.
فولغا غراد
تستعد فولغا غراد موطن النصب التذكاري الملحمي لمعركة ستالينغراد (نداء الوطن)، لتكون إحدى مراكز الاحتفال بالمنافسة، ووجهة للمشجعين الذين يرغبون بالاستمتاع بأجواء المدينة النابضة بالحيوية. فقد أعدت فولغوغراد ما يزيد عن 100 رحلة سياحية للمشجعين تشمل تقريباً كل معالم المدينة. وتقدم المدينة القابعة على ضفاف نهر فولغا رحلات نهرية على مدار ساعات النهار والليل بالإضافة إلى رحلات صيد السمك. وللاستمتاع بأجواء الاحتفال سيكون هناك أيضًا جلسات لتذوق الجعة. كما سترحب المطاعم بزبائنها عبر تقديم الطعام التقليدي الروسي مثل شرائح سمك الكراكي والحفش والأجبان المصنّعة محلياً.
سمارا
تحرص سمارا على إظهار الجمال الذي يحيط بها من كل حدب وصوب كونها المدخل الرئيسي لمنطقة فولغا. فشاطئ المدينة لا يقاوم بالنسبة لأولئك الذين يودون الاستراحة قرب نهر فولغا، ومع ذلك إذا ركبت العبارة النهرية ستصل إلى سلسلة جبال زيغولي، حيث يمكنك الاستمتاع بجمال منطقة فولغا المهيب. كما تدعو المدينة ضيوفها لزيارة بعض المواقع التي تعكس أهمية سمارة التاريخية، لا سيما خلال الحقبة السوفييتية كمخبأ ستالين الذي تم الحفاظ عليه بعناية باعتباره أحد الآثار المتبقية من حقبة جنون العظمة السوفييتي. وكذلك لا يمكن للزوار مغادرة المدينة قبل الاستمتاع باحتساء الشراب في مصنع جعة زيغولي الأسطوري.
نيجني نوفا غورد
إلى جانب استضافتها لمنطقة الاحتفالات الجماهيرية في قلب المدينة، ستقدم مدينة نيجني فوفا غورد جولات سياحية فاخرة في أنحاء المدينة لترشد الزوار إلى أهم المعالم السياحية، التي تشمل القلعة ذات الأبراج في وسط المدينة القديمة ومنحدر فولغا وهو جسر مشاة
ممتد على طول نهر الفولغا. ومن المتوقع أيضاً أن يستمتع المشجعون بموقع المدينة الرائع على الضفاف النهرية الساحرة، نظراً لموقعها بين نهري الفولغا وأوكا.
سارانسك
قررت دائرة الثقافة في عاصمة موردوفيا إلغاء الرحلات إلى المتاحف والكنائس والمؤسسات الثقافية الأخرى، بعد توقعها باستقبال جمهور من الرجال كبار السن المتجهين لحضور كرة القدم، وعوضاً عن ذلك ستعمل سارانسك على الترويج لجولات سير على الأقدام حول مركز المدينة حتى يصل مشجعو كرة القدم إلى أماكن إقامتهم، وتأمل أيضاً بأن يقدّروا جمال المدينة الذي لم يحظ بالشهرة التي يستحقها. وستقوم تلك الجولات بأخذ الركاب حول ميدان “ميلينيوم” ونافورته المضيئة المذهلة. كما ستجري هنالك أيضاً بعض الفعاليات الرياضية التي سيتمكن فيها المشجعون من التنافس مع بعضهم البعض، بالإضافة إلى تذوق الفطائر الموردوفية وتعلم الأغاني الروسية الشعبية.
راستوف على الدون
تعد “راستوف على الدون” موطن إحدى أكبر حدائق الحيوانات في روسيا، مما سيشجع الزوار على الاستمتاع بالحياة البرية ومشاهدة الحيوانات البرية الرائعة والنادرة، مثل فهود الآمور الأكثر عرضة للانقراض، والتي يقدر عددها بثمانين حيوانًا فقط تجول في البرية. وثمة مكان آخر يتباهى به السكان المحليون ألا وهو ميدان سباق الخيل “الهيبودروم” الذي افتتح في مطلع القرن العشرين ونجا من الدمار أثناء قمع القوقازيين خلال الحقبة السوفييتية. وفي وسط القوقاز تماماً، سيكون هناك رحلات يومية إلى القرى المجاورة التي ستشبع فضول أي شخصٍ يود الاطلاع على واحد من أكثر الشعوب شهرةً في روسيا.